منتديات طلاب جامعة النجاح الوطنية - الهندسة لغة عربية فصيحة

لو سمحت ابن سينا أود عرض رؤية جديدة للغة العربية تتماشى بالتمام و الكمال مع علم الهندسة اللذي أجل و أعتبره علم من علوم تسبيح بديع السموات و الأرض.
انطلاقا من أن القرآن الكريم أنزل بلغة أهل الجَنّة و أنه أنزل للعالمين انسهم و جِنّهم، و لكل زمان و مكان أستطيع أن أجزم بثقة بأن اللغة العربية هي لغة يفقهها كل خلق الله بما فيهم الجماد (لو أنزل هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله).
و أسأل ما هي تلك اللغة المتعارف عليها باللغة العربية العجيبة؟
اللغة الوحيدة التي أعرفها و يخضع لقوانينها الحيّ من الخلق و الجماد و الفراغ هي لغة الأرقام، لغة الحساب.
تتجلى هذه اللغة في الأشكال الهندسية الاسلامية الفائقة الجمال في استخراج بعضها من بعض على أشكال لا متناهية في الدقة و المساحة.
ارتباط الحساب و الأرقام بالدين الحنيف جليٌّ كذلك في النص القرآني، في ترقيم الآيات و في سياق الآيات نفسها، في السنة النبوية المُطهرة من عدد التسبيحات و ركعات الصلاة و عدد الصلوات...أكاد لا أحصي الأمثلة على هذا الترابط بين الدين الاسلامي الحنيف و بين الأرقام حتى أن المولى عز و جل سمى القرآن (ومعناه الذي يُقرأ به) الكتاب المرقوم الذي لا يشهده الا الُمقربون.
و عليه أقول بأن تعاطينا نحن أهل القرآن و أهل اللغة العربية بلغتنا تعاطٍ منقوص و مُشوه، أكان ذلك بفعل فاعل أو بقلة وعينا على ما هو بين أيدينا (فليتدبروا آياته).
لنركن الى جنبنا ما نعرفه عن اللغة كوسيلة سَمَعية للتواصل و نرى كيف انتقلنا من المحكي من الكلام الى المكتوب و المدون منه، و ألتمس منكم العذر و أطلب منكم قليلا من الصبر.
يتم التواصل فيما بيننا بشكل مباشر أولا بالصورة فبالصوت، و بشكل غير مباشر عبر القلم اللذي علم الانسان ما لم يعلم أي عبر "التسوير" أو الرسم بالحروف، لُغة يفقهها كل مخلوق بروح أو بغير روح. أي بلغة الهندسة (geometry) و بالتالي بلغة الحساب و مفرداته من أرقام.
و هذه هي الوسيلة التي أنا بصدد تفصيلها:
أنطلق من اسم المكون الأساسي لهذا النوع من الرسم أي "الحرف" (مثلا ألم، ق، ص، ن، كهيعص...). الحرف معناه لغويا الزاوية، و نقول حَرف الطاولة للاشارة الى احدى زوايا الطاولة و هكذا...
إذا نظرنا الى الخط الكوفي (و هو واضح الحروف أو واضح الزواية) نجد أنه خط مبني على علم الزوايا، و ما هو علم الهندسة ان لم يكن علم الزوايا التي بها نعمر الأرض كما أمرنا واجِدنا و هادينا سبحانه و تعالى و ليس كمثله شيء، و اللتي بها نقوم بحساب المسافات مهتدين بالنجوم، و بها نهتدي في البحر و بها نحسب مواقيت الزرع و الحصاد (المواسم و الشهور) و بزوايا طلوع الشمس و دورة القمر.
الكل خاضع في الكون لهذة اللغة الهندسية الرقمية و لما تمليه من سُنن (مثل قانون الجاذبية، و قانون الفعل و رد الفعل و الأمثلة أكثر من أن تحصى مرةً أُخرى).
فاذا استطيع أن أربط و أنا مطمئن بين عالمية اللغة التي أُنزل بحروفها القرآن الكريم و بين عالمية لغة الأرقام.
مبدأ الزوايا التي تشكلت على أساسها رسوم الأرقام 0123456789 هو اللذي أدي بنا الى معرفة وسيلة نقل الصوت المسموع الى خط مرسوم على شكل تساوير "ابجد، هوز، حطي، كلمن سعفص، قرشت"، و التي تؤلف أبجديتنا. و ويلٌ للذي يُحرف الكلم عن مواضعه من بعد ما عَقِله.
انه المبدأ نفسه، الرسم بالزوايا أو بالحروف لتسوير و تصوير مشيأة الله في أقوالنا و في أفعالنا كخلفاء للحق في الأرض التي منها نبتنا و اليها نعود و نبعث منها تارة أخرى.
ما أدعو اليه ببساطة هو قرأة الحرف الأبجدي بلغة الزوايا الهندسية و هي التعبير الأصدق للغة التي يتكلمها الكون و كل عربي و أعجمي فلا يكون لمن يكفر بالحق اذ جاءه عُذر بقول واحدهم مثلا لماذا لم ينزل القرآن بلغة غير العربية ان كان موجها للعالمين قاطبة (أعربيٌ و أعجمي!!)، و حتى نخرج نحن أيضا أصحاب اللسان العربي من الفكر الاستعماري الذي أُغرقنا به على مدى العقود الماضية (مرورا بالعصر العثماني!) حتى بتنا نعتقد بضرورة وجود استعمار عربي للعالم (من خلال لغة القرآن الكريم العربية) على غرار الاستعمار الأعجمي و ان كان وجوده بغرض الدفاع عن هويتنا.
و للحديث بقية انشاء الله و الله تعالى أعلم و السلام على المبعوث رحمة و مبارك عليكم شهر الصيام.