منتديات طلاب جامعة النجاح الوطنية

منتديات طلاب جامعة النجاح الوطنية (https://www.stnajah.com/forum/index.php)
-   المنتدى الاسلامي (https://www.stnajah.com/forum/forumdisplay.php?f=16)
-   -   معاني أسماء الله الحسنى (العظيم، الملك، المالك، المليك، مالك الملك) (https://www.stnajah.com/forum/showthread.php?t=277)

المهندس 05-22-2023 11:30 AM

معاني أسماء الله الحسنى (العظيم، الملك، المالك، المليك، مالك الملك)
 

قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [الشورى: 4]، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [النمل: 26]، وقال تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ [الواقعة: 96].
فالله سبحانه ذو العظمة، والجلال، عظيم الذات، عظيم القدر، عظيم الصفات، عظيم الأفعال، والعظمة هي: القوة والكبرياء والتعظيم والتبجيل، فاللهُ سبحانه عظيم، قد بلغ في العظمة منتهاها ما لا يقدر على كنهها أحدٌ أبدًا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأما الركوع فعظِّموا فيه الرب ) [1]، فاللهُ عز وجل أحقُّ أن يُعظَّم، وأحقُّ مَنْ يُعظَّم.

يُوصَف بما وصف به نفسه، ويُعظَّم عن صفات النقص والعيب؛ قال الله تعالى عن المشركين: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الأنعام: 91].

أما أهل الإيمان فيُعظِّمونه، ويهابونه، ويخافونه، ويخشونه حق خشيته، يعظِّمون ما عظَّمه الله، يعظِّمون كتبه وكلامه ورُسُله، يُعظِّمونه بطاعة أمره، وترك نهيه، يستحضرون هيبته ويعظمون الوقوف بين يديه سبحان ربنا وتقدَّس.

الله سبحانه الملك، المالك، المليك، مالك الملك.

قال الله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الحشر: 23]، وقال تعالى: ﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 116]، وقال تعالى: ﴿ مَلِكِ النَّاسِ ﴾ [الناس: 2]، وقال تعالى: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، وقال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26]، وقال تعالى: ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 55].

فالله سبحانه هو الملك، المالك، المليك، مالك الملك، له الملك، وبيده الملك، ويملك كلَّ شيء، وما ملك، وكل شيء في ملكه وتصرفه وحكمه، لا يخرج شيء عن ملكه؛ فملكه سبحانه ملك عام وشامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه أبدًا، يعطي العطاء الجزيل، ويكرم عباده بما شاء لمن شاء؛ قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسأَلوني، فأعطَيْتُ كلَّ إنسانٍ مسألتَه؛ ما نقَص ممَّا عندي إلَّا كما ينقُصُ المِخيَطُ إذا أُدخِلَ البحرَ )[2].

ومن عظيم ملكه أنه مالك يوم الدين؛ حيث جميع الأملاك دون ملكه يتقطع ويزول، قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16].
وفي الحديث: ( يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليُمْنى ثم يقول: أنا الملك أين الجبَّارون؟ أين المتكبرون؟، ثم يطوي الأرضين بيده الأخرى ثم يقول: أنا الملك أين الجبَّارون؟ أين المتكبِّرون؟ )[3].
فالله سبحانه وتعالى له الملك المطلق، لا يُشاركه أحد في ذلك، وله الحكم في الأولى والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن أخنعَ - أوضع- اسمٍ عند اللهِ رجلٌ تَسَمَّى ملكَ الأملاكِ لا ملِكَ إلا اللهُ )[4].
ومعنى صفة الملك: من له السلطان والقدرة والحكم والتصرُّف والقوة؛ ولهذا يستشعر العبد هذا الاسم لله عز وجل وهذه الصفة العظيمة التي هي صفة كمال ومدح لله عز وجل.
من أول ما يقر العبد به في صباحه ومسائه هو أن يقول: ( أصبحنا وأصبح الملك لله عز وجل، وأمسينا وأمسى الملك لله )، وهذا الذكر يملأ القلب نورًا وأمنًا وطمأنينةً وحبًّا لله تعالى، مالك كل شيء سبحانه.

ومن آثار هذا الاسم العظيم أن تستشعر معاني الأمر والحكم فيه لله عز وجل، قال تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 40]، وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد: 41].

ومن عظيم آثار هذا الاسم أن تستحضر العظمة لله، فيمتلئ قلبك خوفًا ووجَلًا وخشيةً لله تعالى، فيتحرَّك قلبك إلى ما فيه صفاؤه وحلاوته، وتتحرك جوارحُك إلى نعيم الطاعات والأنس بها.

ومن المواعظ العظيمة والزواجر الأكيدة عن المعاصي أن يعلم أن كل ما هو فيه وعليه ملك لله تعالى، فكيف يعصي الله عز وجل، ولله ملك كل شيء والله المستعان؟!
[1] رواه مسلم، ٤٧٩.

[2] رواه مسلم، 2577.

[3] رواه البخاري 7412، ومسلم 2788.

[4] رواه البخاري 6205.


الساعة الآن 09:33 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات طلاب جامعة النجاح الوطنية