منتديات طلاب جامعة النجاح الوطنية - أطلق عنانك في الفضاء النائي

أطلق عنانك في الفضاء النائي
واطرح سؤالا حارا في الأجواء

ماذا دهى الغبراء في جنباتها
من ذلة.. ومهانة.. وشقاء

ولِمَ الحروب تزلزل الكون الذي
يزهو فتملؤه بكل عداء

ولم انمحت أمم وعاش ممزقا
شعب يقاسي من لظى الأهواء

ماذنب أطفال وذنب عجائز
راحوا سدى في النزوة العمياء

ماذا جنوا في دهرهم فيمزقوا
ويعيش قاتلهم على الأشلاء

راموا حياة حرة فأصابهم
غدر.. وتشريد من الدخلاء

عم البلاء بما تفشى في الورى
من قسوة وجهالة وغباء

وغدا الورى مثل الذئاب وأصبحت
أقواتهـــم مصبوغة بدمــاء

ورمى الدمار ربوعنا بسهامه
فأصابها بالقحط، والإعياء

فبدا لنا الكون الفسيح كأنه
من ضيقنا زنزانة السجناء

كيف الحفاظ على موارد أمة
من سطوة الغرثى من الغرباء؟

بالعلم والخلق المصفى لا ترى
سببــا يفجــر ثــورة الشحنـاء

بهما نعيش على الوداد ونحتسي
كأس السعادة في رضا وصفاء

فالعلم شمس حين يسطع ضوؤها
غمـر النشـاط مواكـب الأحيــاء

فإذا تحلى بالخلال رأيته
نبعا يفيض برونق وبهاء

وحبته عقلا واعيــا وإرادة
تثنيه عن شطط من الجبناء

وإذا نضا عنه الرداء فإنه
حاد يقود مطية البغضاء

وانساب يزرع في الشعوب حبائلا
للهــدم والتشــريد والإفنــاء

حسب البرية من جموح علومها
وأد الحضارة تحت أي سمــاء

العلم نور والجهالة ظلمة
شتان بين النور .. والظلماء

بالعلم كيّفنا الهواء.. وطيبه
يجري على السفهاء والعقلاء

وبه تقطر في المياه.. لنرتوي
عذبا ونسقي لاهث البيــداء

جبنا به البحر العميق فهابنا
ورمى بلؤلؤه على استحياء

أما الفضاء فكم لنا من صولة
فيه عـلى الأفــلاك والأنــواء

طارت بنا سفن الفضاء وزمجرت
ومضت تحقر هــامة الجــوزاء

فأعجب لها كم قربت من دولة
ورمت عن المستور كل غطـاء

لا يرتقي شعب بدون شمائل
أو هــدى علـم بالسـنا لألاء

هل أبصرت عيناك يوما قاضيا
نشر الحقيقة دون أي خفاء؟!

يزن الأمور بعقــله وبعــدله
يجتث داء دب في الخصماء

من أين ميزان العدالة جاءه
فسما به لمجالس الفقهاء

هذا الطبيب وكم له من خبرة
من أين حصّل حكمة الحكماء

أضحى يعالج ما رأى من علة
بضيــاء علـم غامـــر ودواء

وترى المهندس حين يصنع للورى
مــا يبتغــون بفكــره البنــاء

بحرًا يزاحم موجه شُطآنه
فتفيض آمالا على الأرجاء

وإذا نظرت إلى المحاسب خلته
في الرصد والتدقيق والإحصاء

نورًا يبدد ظلمة في ثوبها
خطا يجرّ قوافل الأخطاء